القراءة التطورية وسيلة لتدبير جيد للفعل القرائي.
اقترحت سابقا كحلول لتجاوز بعض الإشكالات التدبيرية لحصة القراءة مجموعة من الحلول ومن بينها : القراءة الجماعية أو المشتركة (أداة للانخراط الذاتي للفعل القرائي) رغم صعوباتها في البداية والقراءة التناوبية التي تتمثل في قراءة كلمة من طرف كل متعلم بشكل تناوبي (أداة لإجبار على المتابعة الذاتية...) وسأتحدث في هذه المساهمة عن القراءة التطورية وهي أداة تدبيرية جيدة :
القراءة التطورية هي قراءة بالتناوب لكن بشكل تطوري بمعنى أن المتعلم الأول يقرأ الكلمة الأولى ثم المتعلم الثاني يعيد قراءة الكلمة الأولى ثم يضيف الكلمة الثانية ثم المتعلم الثالث يقرأ ما قرأه المتعلمان السابقان ثم يضيف الكلمة الثالثة وهكذا....
القراءة التطورية تحاول خلق إجبار المتعلم على المتابعة على عكس القراءة المألوفة والتي يباغث فيها الأستاذ المتعلم ويقصد بذلك عن سبق إصرار وترصد إهانة المتعلم أو معاقبته والأستاذ يستغل استراتيجية المباغثة وهو يعرف أن عددا من المتعلمين لن يتابعوا الفعل القرائي، وما يؤكد أن هذه الاستراتيجية تحتاج لتفكير عميق مجموعة من أبحاث علوم الأعصاب التي تؤكد أن المعدل الزمني لتركيز الطفل هو ثلاث دقائق وهو ما يحتم علينا كممارسين مساءلة ممارساتنا الفصلية اليومية.
القراءة التطورية والقراءة التناوبية من الأدوات كذلك لترسيخ مفهوم الكلمة وهما نشاطان مهمان لتحقيق مبدأ إضمار القواعد اللغوية، وممارسة هذين النوعين من القراءة ابتداء من المستوى الأول لا محالة سيوصل المتعلم للمستوى الرابع وهو متمكن بشكل كبير من مفهوم الكلمة.
يمكن أن تكون هذه القراءة التطورية والتناوبية والمشتركة كذلك موضوع مسابقات لتطوير عملية الطلاقة وكمثال على ذلك : خلق مجموعات قرائية، كل مجموعة تقرأ بشكل تطوري أو تناوبي ويأخذ المتعلم زمن القراءة وتعتبر كذلك كأداة لتنمية المهارات الجماعية.
ملاحظة : ليس بالضرورة اعتماد هذا النوع القرائي (التطورية) في النصوص القرائية بل في قراءة الكلمات البصرية واللوحات القرائية وقد يقترح الأستاذ نموذجا خاصا لممارسة هذا النوع القرائي (مجموعة من الأصوات أو الكلمات أو الاجمل).


