recent
أخبار ساخنة

وزير التعليم يعترف بفشل تدريس العلوم باللغة الفرنسية

الصفحة الرئيسية



 وزير التعليم يعترف بفشل تدريس العلوم باللغة الفرنسية، ويقرّ بأنها من أبرز أسباب الهدر المدرسي والعزوف عن الدراسة. فقد كشف أن 70% من التلاميذ لا يمتلكون آليات الفهم والاستيعاب بالفرنسية، وأن أغلبهم لا يفهمون سوى بعض الكلمات، ومع ذلك يُفرض عليهم الولوج إلى مسالك “خيار فرنسية”، حيث يُطلب منهم دراسة الرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة والأرض بلغة أجنبية لا يتقنونها.

• ويتساءل الوزير بأسى: “كيغادي يدير؟ من غير يخرج من المدرسة ويمشي يدور فالزنقة! وهكذا سنذهب  للإعدادي ونجد فقط 10% من يتمكنون...”. ليعقب الصحفي: “ثم نصل إلى مرحلة البكالوريا بتراكمات أخرى…”

ليعترف الوزير بأنها إكراهات ويربطها باحتجاجات الجيل Z لكونه درس بهذه النتائج...


لكن “الحل” عند الوزير؛ هو “وصفة الريادة السحرية”! التي يتهرب الوزير من تقييمها دوليًا بدعوى أنها لن تعطي نتائجها إلا بعد سنوات...


وأضيف أنا زيادة:

أن هذه التراكمات لا تتوقف عند الثانوية أيها السادة، بل ترافق المتعلم إلى الجامعة. وهذا هو الخطير.

والحل ليس في “الريادة” ولا في أي شعار آخر، بل في تدريس المتعلم بلغة يفهمها ويحبها ويميل إليها ويختارها هو بعناية لا أن تفرض عليه.


السيد الوزير الشباب الذي خرج يحتج طالبكم في ملفه المطلبي بالعودة لجادة القانون الإطار 51.17 الذي جاء "بالتناوب اللغوي" أكد على أهمية تنويع لغات التدريس كخيارات ودافع على مركزية اللغات الوطنية ولم يفرض مبدأ أحادية اللغة كما فرضتم الفرنسية وسميتموها زورًا "خيار دولي". فلم يتحدث القانون عن لغة منفردة للتدريس بها إلا اللغة العربية التي اعتبرها لغة أساسية للتدريس، مما يعني أن اللغات الأخرى لغات انفتاح لا تغني عن لغة التدريس الأساسية، كما أن القانون يتحدث عن لغة أو لغات أجنبية ولم يتحدث عن اللغة الفرنسية منفردة  إطلاقا!!! وهذا الخطأ أقره المجلس الأعلى للتربية والكوين والبحث العلمي وهو المؤسسة الدستورية التي عليكم الانتباه لتقاريرها.. .


أجل لطالما قُلنا: ينبغي أن يُمنح المتعلم حرية اختيار اللغة التي يتعلم بها، فمن مداخل المنظومة والمنهاج التربوي المغربي هو التربية على الاختيار وهذا ما نصّت عليه كذلك المواثيق والقوانين الوطنية، وكما هو معمول به في دول العالم المتقدمة.

أي أن يُدرّس المتعلم بلغته الوطنية، مع توفير أساتذة ومدرّسين جامعيين مؤهّلين لتدريس العلوم بمختلف اللغات، وعلى رأسها اللغة العربية التي راكمت المدرسة المغربية عبرها خبرات وتجارب تعليمية وعلمية معتبرة.

لكن للأسف، توقفت هذه التجربة في التعليم المدرسي، ولم تبلغ الجامعة، لأسباب معروفة لدى لوبي الفرنكوفيين.


نعم، نحن مع تدريس العلوم بمختلف اللغات الحية،

وأول هذه اللغات الحية هي اللغة العربية، فهي التي يجب أن تكون لغة تدريس العلوم في المملكة المغربية، ففضلًا على أنها تحمل تاريخًا علميًا عريقًا في تدريس العلوم التجريبية — من فلك وطب وكيمياء وفيزياء ورياضيات — في مؤسسات كالقرويين وغيرها، وكانت حينها لغةً علّمت العالم.

فهي اليوم لغة الفهم والتفكير لدى أغلب تلاميذ المغرب لاتصالها القوي باللهجات المحكية والتداولية، واسألوا أساتذة المواد العلمية عن هذا!، اسألوا المشتغلين في الميدان عن معاناتهم وأهل الاختصاص عن الموضوعية والبراغماتية ماذا تقتضي، لا تفتحوا قطاعًا اجتماعيًا كهذا لمن تحركهم الأيديولوجيات والميولات والمصالح...، فحتى الناطقون بالأمازيغية يفضّلون العربية على لغة أجنبية كالفرنسية، في انتظار تمكين اللغة الأمازيغية لتشاركها المكانة نفسها...


وختامًا أقول بموضوعية إذا تعذّر تدريس العلوم بعدد من اللغات الحية في إطار التناوب والانفتاح والتعدد اللغوي، فلتكن البداية بتمكين اللغة العربية كلغة يفهمها المغاربة ويتمكنون منها (وهذا ليس قولي بل هو ما جاء في آخر إحصاء وطني "إحصاء 2024" التي كشفت: "أن أغلب السكان المتعلمين والبالغين 10 سنوات فأكثر يعرفون القراءة والكتابة باللغة العربية (%99.2)، بينما %1.5 صرحوا بأنهم يعرفون القراءة والكتابة بالأمازيغية باستخدام حروف تيفيناغ".). مع تأكيدنا على ضرورة الانتقال الاستراتيجي نحو الإنجليزية كلغةً للبحث والتخصصات العليا، والعناية بمؤسسات الترجمة والنشر، مع تخلٍّ تدريجي عن الفرنسية التي لم تعد لغة علم ولا تنمية، ولم تكن يومًا لغةً مقبولةً على هذه الأرض.

google-playkhamsatmostaqltradent