دليل الأستاذة و الأستاذ الممتع في التربية الفنية المستوى الأول ابتدائي طبعة شتنبر 2021.
تندرج عملية المراجعة والتحسين لمناهج التربية الفنية، في سياق الدينامية التي شهدتها مراجعة المناهج بشكل عام في السياق الوطني، والتي انطلقت سنة 2016 مع مناهج السلك الابتدائي، مرورا بمراجعة كل من اللغات والرياضيات والعلوم والاجتماعيات لأسلاك من التعليم الثانوي 2017 - 2018. وذلك في إطار توجهات المنهاج الدراسي، ومستجدات العصر ومنظوماته، وتوصيات البحث التربوي الدولي (اليونسكو) خصوصا في اللغات والرياضيات والعلوم.
وأتى ضمن هذا المراجعة تحسين منهاج التربية الفنية من خلال مراجعة النصوص المرجعية واستعقاب الرافد الدستوري الذي ينص في الفصل 31 على ضرورة تمكين المواطنات والمواطنين من قيام متساوي في ولوج الشروط التي تتيح لهم الاستفادة من الحق في التربية والتعليم والتكوين، وكذا التوجيهات الرسمية لمناهج التربية الفنية التي تكرس أدوار التربية الفنية في بناء الشخصية المتوازنة للمتعلمة والمتعلم، من خلال تنمية الحس الجمالي، وتقوية الذوق الفني، وتعزيز ثقافة التفتح، والانخراط في الحياة الثقافية، وهذا تكريسا لأدوار المواطنة من خلال إنتاج مواد فنية في الوسط المدرسي والمجتمع المحلي.
وكما هو معلوم، فإن مصطلح (التربية الفنية) لا يحيل حصرا على مجالات (التربية التشكيلية) أو (التربية الموسيقية)، وليس أستاذ المادة (أو أستاذتها) هو فقط المتخصص في مجاله الفني كليا، بقدر ما هو موجه للفعل الفني التربوي. لهذا السبب، أعد هذا الإطار المنهجي المرجعي لبناء منهاج التربية الفنية بالتعليم الابتدائي.
عرض الإطار المنهجي عام ينطلق من منطق الكفاية المهنية للمدرسات والمدرسين، الذين يتلقون سنويا تكوينا في المجالات الفنية من خلال وحدات التكوين الأساس أو المستمر أو المصاحبة التربوية، بالإضافة إلى مسألة التقويم في مادة التربية الفنية.
ولهذا الغرض، حدد الإطار المنهجي المرتكزات الفنية والديداكتيكية لممارسة التربية الفنية، خصوصا باستحضار مبدأي:
-
(المدرسة المتجددة والمنصفة)
-
و(المدرسة ذات الجودة للجميع) من جهة.
وانسجاما مع اختيارات جميع الدروس (بما في ذلك جذاذات نمطية)، لتيسير عمل الأستاذ(ة) أثناء بناء المهارات.